الخمینی(مسألة 1)النیّة عبارة عن قصد الفعل. و یعتبر فیها التقرّب إلی الله تعالی و امتثال أمره. و لا یجب فیها التلفّة، لأنّها أمر قلبيّ، کما لا یجب فیها الإخطار أي الحدیث الفکريّ و الإحضار بالبال، بأن یرتّب في فکره و خزانة خیاله مثلاً: اُصلّي صلاةً فلانیّةً امتثالاً لأمره، بل یکفي الداعي و هو الإرادة الإجمالیّة المؤثّرة في صدور الفعل، المنبعثة عمّا في نفسه من الغایات علی وجه یخرج به عن الساهي و الغافل و یدخل فعله في فعل الفاعل المختار _ کسائر أفعاله الإرادیّة و الاختیاریّة _ و یکون الباعث و المحرّک للعمل الامتثال و نحوه.
الخمینی(مسألة 2)یعتبر الإخلاص في النیّة؛ فمتی ضمّ إلیها ما ینافیه بطل العمل، خصوصاً الریاء، فإنّه مفسد علی أيّ حال، سواء کان في الابتداء أو الأثناء، في الأجزاء الواجبة أو المندوبة، و کذلک في الأوصاف المتّحدة مع الفعل، ککون الصلاة في المسجد أو جماعة و نحو ذلک. و یحرم الریاء المتأخّر و إن لم یکن مبطلاً، کما لو أخبر بما فعله من طاعة رغبةً في الأعراض الدنیویّة من المدح و الثناء و الجاه و المال؛ فقد ورد في المرائي عن النبيّ صلّی الله علیه و آله أنّه قال: «المرائي یُدعی یوم القیامة بأربعة أسماء: یا فاجر یا کافر یا غادر یا خاسر حبط عملک، و بطل أجرک، و لا خلاص لک الیوم، التمس أجرک ممّن کنت تعمل له».
الخمینی(مسألة 3) غیر الریاء من الضمائم المباحة أو الراجحة إن کانت مقصودةً تبعاً و کان الداعي و الغرض الأصليّ امتثال الأمر الصلاتيّ محضاً فلا إشکال، و إن کان بالعکس بطلت بلا إشکال؛ و کذا إذا کان کلّ منهما جزءاً للداعي بحیث لو لم ینضمّ کلّ منهما إلی الآخر لم یکن باعثاً و محرّکاً. و الأحوط بطلان العمل في جمیع موارد اشتراک الداعي، حتّی مع تبعیّة داعي الضمیمة، فضلاً عن کونهما مستقلّین.
الخمینی(مسألة 4)لو رفع صوته بالذکر أو القراءة لإعلام الغیر لم تبطل الصلاة بعد ما کان أصل إتیانهما بقصد الامتثال؛ و کذلک لو أوقع صلاته في مکان أو زمان خاصّ لغرض من الأغراض المباحة، بحیث یکون أصل الإتیان بداعي الامتثال و کان الداعي علی اختیار ذلک المکان أو الزمان لغرض کالبرودة و نحوها.
الخمینی(مسألة 5)یجب تعیین نوع الصلاة الّتی یأتي بها في القصد و لو إجمالاً، بأن ینوي _ مثلاً _ ما اشتغلت به ذمّته إذا کان متّحداً، أو ما اشتغلت به ذمّته أوّلاً أو ثانیاً إذا کان متعدّداً.
الخمینی(مسألة 6)لا یجب قصد الأداء و القضاء بعد قصد العنوان الّذي یتّصف بصفتي القضاء و الأداء کالظهر و العصر _ مثلاً _ و لو علی نحو الإجمال؛ فلو نوی الإتیان بصلاة الظهر الواجبة علیه فعلاً و لم یشتغل ذمّته بالقضاء یکفي. نعم، لو اشتغلت ذمّته بالقضاء أیضاً لابدّ من تعیین ما یأتي به و أّنّه فرض لذلک الیوم أو غیره. و لو کان من قصده امتثال الأمر المتعلّق به فعلاً و تخیّل أنّ الوقت باقٍ فنوی الأداء فبان انقضاء الوقت صحّت و وقعت قضاءً؛ کما لو نوی القضاء بتخیّل خروج الوقت فبان عدم الخروج صحّت و وقعت أداءً.
الخمینی(مسألة 7)لا یجب نیّة القصر و الإتمام في موضع تعیّنهما، بل و لا في أماکن التخییر؛ فلو شرع في صلاة الظهر _ مثلاً _ مع التردید و البناء علی أنّه بعد التشهّد الأوّل إمّا یسلّم علی الرکعتین أو یلحق بهما الأخیرتین صحّت، بل لو عیّن أحدهما لم یلتزم به علی الأظهر، و کان له العدول إلی الآخر، بل الأقوی عدم التعیّن بالتعیین، و لا یحتاج إلی العدول، بل القصر یحصل بالتسلیم بعد الرکعتین، کما أنّ الإتمام یحصل بضمّ الرکعتین إلیهما خارجاً من غیر دخل القصد فیهما؛ فلو نوی القصر فشکّ بین الاثنتین و الثلاث بعد إکمال السجدتین یبني علی الثلاث، و یعالج صلاته عن الفساد من غیر لزوم نیّة العدول، بل لا یبعد أن یتعیّن العمل بحکم الشکّ. و لا ینبغي ترک الاحتیاط بنیّة العدول في أشباهه ثمّ العلاج ثمّ إعادة العمل.
الخمینی(مسألة 8)لا یجب قصد الوجوب و الندب، بل یکفي قصد القربة المطلقة، و الأحوط قصدهما.
الخمینی(مسألة 9) لا یجب حین النیّة تصوّر الصلاة تفصیلاً، بل یکفي الإجمال.
الخمینی(مسألة 10)لو نوی في أثناء الصلاة قطعها أو الإتیان بالقاطع مع الالتفات إلی منافاته للصلاة: فإن أتمّ صلاته في تلک الحال بطلت، و کذا لو أتی ببعض الأجزاء ثمّ عاد إلی النیّة الاُولی و اکتفی بما أتی به؛ و لو عاد إلی الاُولی قبل أن یأتي بشيء لم یبطل، کما أنّ الأقوی عدم البطلان مع الإتمام أو الإتیان ببعض الأجزاء في تلک الحال لو لم یلتفت إلی منافاة ما ذُکر للصلاة. و الأحوط علی جمیع التقادیر الإتمام ثمّ الإعادة.
الخمینی(مسألة 11)لو شکّ في ما بیده أنّه عیّنها ظهراً دو عصراً و یدري أنّه لم یأت بالظهر ینویها ظهراً في غیر الوقت المختصّ بالعصر؛ و کذا لو شکّ في إتیان الظهر علی الأقوی. و أمّا في الوقت المختصّ به: فإن علم أنّه لم یأت بالعصر رفع الید عنها و استأنف العصر إن أدرک رکعةً من الوقت و قضی الظهر بعده، و إن لم یدرک رفع الید عنها و قضی الصلاتین. و الأحوط _ الّذي لا یترک _ إتمامها عصراً مع إدراک بعض الرکعة ثمّ قضاؤهما. و إن لم یدر إتیان الظهر فلا یبعد جواز عدم الاعتناء بشکّه، لکنّ الأحوط قضاؤه أیضاً. و لو علم بإتیان الظهر قبل ذلک یرفع الید عنها و یستأنف العصر. نعم، لو رأی نفسه في صلاة العصر و شکّ في أنّه من أوّل الأمر نواها أو نوی الظهر بنی علی أنّه من أوّل الأمر نواها.
الخمینی(مسألة 12)یجوز العدول من صلاة إلی اُخری في مواضع:
منها: في الصلاتین المرتّبیتین _ کالظهرین و العشاءین _ إذا دخل في الثانیة قبل الاُولی سهواً أو نسیاناً، فإنّه یجب أن یعدل إلیها إن تذکّر في الأثناء و لم یتجاوز محلّ العدول؛ بخلاف ما إذا تذکّر بعد الفراغ أو بعد تجاوز محلّ العدول، کما إذا دخل في رکوع الرکعة الرابعة من العشاء فتذکّر ترک المغرب فلا عدول، بل یصحّ اللاحقة، فیأتي بعدها بالسابقة في الفرض الأوّل _ أي التذکّر بعد الفراغ _ بل في الفرض الثاني أیضاً لا یخلو من قوّة و إن کان الأحوط الإتمام ثمّ الإتیان بالمغرب و العشاء مترتّباً. و کذا الحال في الصلاتین المقضیّتین المترتّبتین، کما لو فات الظهران أو العشاءان من یوم واحد فشرع في قضائهما مقدِّماً للثانیة علی الاُولی فتذکّر؛ بل الأحوط لو لم یکن الأقوی أنّ الأمر کذلک في مطلق الصلوات القضائیّة.
و منها: إذا دخل في الحاضرة فذکر أنّ علیه قضاءً فإنّه یستحبّ أن یعدل إلیه مع بقاء المحلّ، إلّا إذا خاف فوت وقت فضیلة ما بیده فإنّ في استحبابه تأمّلاً، بل عدمه لا یخلو من قوّة.
و منها: العدول من الفریضة إلی النافلة، و ذلک في موضعین:
أحدهما: في ظهر یوم الجمعة لمن نسي قراءة سورة الجمعة و قرأ سورة اُخری و بلغ النصف أو تجاوز.
ثانیهما: في ما إذا کان متشاغلاً بالصلاة و اُقمیت الجماعة و خاف السبق، فیجوز له العدول إلی النافلة و إتمامها رکعتین لیلحق بها.
الخمینی(مسألة 13) لا یجوز العدول من النفل إلی الفرض، و لا من النفل الی النفل حتّی في ما کان کالفرائض في التوقیت و السبق و اللحوق. و کذا لا یجوز من الفائتة إلی الحاضرة؛ فلو دخل في فائتة ثمّ ذکر في أثنائها أنّ الحاضرة قد ضاق وقتها قطعها و أتی بالحاضرة، و لا یجوز العدول عنها إلیها. و کذا لا یجوز في الحاضرتین المرتّبتین من السابقة إلی اللاحقة؛ بخلاف العکس، فلو دخل في الظهر بتخیّل عدم إتیانه فبان في الأثناء إتیانه لم یجز له العدول إلی العصر. و إذا عدل في موضع لا یجوز العدول لا یبعد القول بصحّة المعدول عنه لو تذکّر قبل الدخول في رکن، فعلیه الإتیان بما أتی بغیر عنوانه بعنوانه.
الخمینی(مسألة 14)لو دخل في رکعتین من صلاة اللیل _ مثلاً _ بقصد الرکعتین الثانیتین فتبیّن أنّه لم یصلّ الأوّلتین صحّت و حُسبت له الأوّلتان قهراً؛ و لیس هذا من باب العدول و لا یحتاج إلیه، حیث إنّ الأوّلیّة و الثانویّة لا یعتبر فیها القصد، بل المدار علی ما هو الواقع.