لايحرم كراهة الموت؛ نعم، يستحبّ عند ظهور أماراته أن يحبّ لقاء اللّه تعالى. ويكره تمنّي الموت1 ولو كان في شدّة وبليّة، بل ينبغي أن يقول: اللّهمّ أحيني ماكانت الحياة خيراً لي وتوفّني إذا كانت الوفاة خيراً لي. ويكره طول الأمل وأن يحسب الموت بعيداً عنه، ويستحبّ ذكر الموت كثيراً. ويجوز الفرار من الوباء والطاعون؛ وما في بعض الأخبار من :« أنّ الفرار من الطاعون كالفرار من الجهاد» مختصّ بمن كان في ثغر من الثغور لحفظه2؛ نعم، لو كان في المسجد ووقع الطاعون في أهله، يكره الفرار منه3.
(1) المظاهري: وما يترائى في القرآن والروايات من تمنّي الموت عن بعض الأولياء، فهو جيء كنايةً عن شدّة التحسّر.
(2) المكارم: نعم، لو كان الفرار إلى غير ذلک المكان سببآ لشيوعه وتلف النفوس، حرم؛ بل على حُكّام الشرع منع الناس حينئذٍ من ذلک.
(3) المكارم: هكذا في مرسلة أبان الأحمر، ولكن ظاهره التحريم؛ وفيمصحّحة عليّ بن جعفر الواردة في الوباء هذا الحكم مقيّد بمسجده الذي يصلّي فيه؛ فتأمّل.